بقلم : حسام الامام
هل سيفعلها صدام ؟ هذا السؤال تناوله الجميع قبل الثاني من اغسطس 1990 ولم تكن له اية اجابة سوي مؤكد لان يقوم بهذا العمل الغير مسئول ولن يدخل العرب في تلك الدوامة .
ولكن علي غير توقعات الجميع مزق صدام حسين قلب الامة العربية وشتتها بين مؤيد ومعارض، بين عشية وضحاها غدر الرئيس العراقي وحنث بكافة وعودة بأنه لن يغزو دولة الكويت التي طالما اعانته مادياً وعسكرياً اثناء حربه مع ايران ، فالكويت لم تبخل يوماً علي جيرانها او اشقاؤها العرب في كافة المواقف.
فجأة استيقظ العالم بأسره علي تلك الاخبار الصادمة والتي احتلت صدارة الصفحات والاخبار العالمية.
“العراق تغزو الكويت فجراً”
هذا الخبر كان بمثابة الخنجر الذي مزق قلب الامة العربيه وشطره الي نصفين ليظل ينزف حتي يومنا هذا.
نعم انقسم قلب الامة وانقسمت معه الامة العربيه قاطبة فاعتلت الصحف مسميات جديدة لم تكن نسمع عنها وكان اول تلك المسميات ” دول الضد ” هذا المصطلح تم اطلاقة علي تلك الدول التي ايدت الغزو العراقي بل ودعمته اعلاميا وتغنت به علي الشاشات وكأن صدام حسين كان في طريقه لبيت المقدس لا الي الكويت، فخرجت المظاهرات المؤيدة في فلسطين وهي تهتف بكل اخلاص ” بالكيماوي يا صدام من حفر الباطن للدمام ” في دعوة صريحة لاستكمال مسيرة الجيش العراقي الي المملكة العربيه السعودية الشقيقة.
كانت تلك الصدمة الاولي والاكبر للكويت وشعبها وهو تأييد فلسطين وشعبها كيف ايدت فلسطين الغزو والكويت صاحبة اول مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية ؟ كيف باع ياسر عرفات الكويت وهي من اكثر الدول الداعمه له ؟ كيف هانت الكويت علي الفلسطيني الذي يقيم بيننا وله كل الحب والمودة من كافة طبقات الشعب الكويتي؟
ولم يفيق الشعب الكويتي علي تلك الصدمة حتي توالت صدمات دول الضد فجاء خلف فلسطين ” الاردن – اليمن – السودان – ليبيا “.
ولكن جاء اجتماع جامعة الدول العربية ليحسم الموقف باجماع الاراء برفض هذا الغزو الغاشم علي تلك الدولة التي قدمت الكثير للامة العربيه وسط صراخ الزعيم الليبي معمر القذافي وتشكيكه في عملية التصويت ، لتنتصر الاغلبيه العربية في نصرة الحق وتكون الانطلاقة التي قادها ابناء دولة الكويت بقيادة سمو امير البلاد في ذلك الوقت الشيخ / جابر الاحمد الجابر الصباح وولي عهده سمو الشيخ/ سعد العبد الله السالم الصباح ووزير خارجية دولة الكويت الشيخ / صباح الاحمد الجابر الصباح رحمهم الله جميعاً وغفر لهم ، وخلفهم رجال واصلوا الليل بالنهار وجابوا العالم لطرح قضيتهم والحصول علي تأييد الدول لتبدأ عاصفة الصحراء بمشاركة 33 دولة حصل رجال الكويت علي تأييدهم ودعمهم ليتحقق الحلم العربي في رد الحق وتحرير دولة الكويت واعادة الجيش العراقي الي ثكناته.
هذا اليوم ليس الاسواء في تاريخ الامة العربيه فحسب بل هو اليوم الذي جعلها في شتات الي يومنا هذا وجعل من العراق مرتعاً للطائفية، بل وقضي علي امل الوحدة العربيه حتي تلك اللحظه.
رحم الله شهداء الكويت وزعماء العرب الذين نصروا الحق ودعموه وغفر لهم واسكنهم فسيح جناته
التعليقات