بقلم : حسام الامام
تحدثت في المقال السابق عن دول الضد التي ايدت الغزو العراقي الغاشم علي دولة الكويت والذي لاتزال الدول العربية تعاني من آثاره من التشتيت السياسي والاقتصادي بعد تأيد دول ” ليبيا – الأردن – فلسطين – الجزائر – تونس – السودان – اليمن “.
بعد ان أكمل الجيش العراقي سيطرته على البلاد في يومين، وأعلنت بغداد “تحرير الكويت من حكم آل الصباح”؛ وفي الرابع من أغسطس نصّبت حكومة جديدة للبلاد موالية للعراق دامت أربعة أيام، وكانت برئاسة العقيد الكويتي علاء حسين الخفاجي (صدر عليه حكم غيابي بالإعدام عام 1993 عقب إدانته بـ”الخيانة والتآمر مع العدو في زمن الحرب”، ثم خُفف -إثر عودته إلى البلاد مطلع 2000- إلى السجن مدى الحياة عام 2001).
عقد مجلس الأمن جلسة طارئة في اليوم نفسه لبحث غزو العراق للكويت، وأصدر قراره رقم (660) الذي طالب فيه بانسحاب القوات العراقية من الكويت “من دون قيد أو شرط”، ثم أتبع ذلك بجلسة أخرى يوم السادس من أغسطس 1990 أقر فيها عقوبات اقتصادية شاملة على العراق بقراره رقم (661)، ثم تتابعت القرارات الأممية بعد ذلك في تشديد الخناق على العراق.
رغم تأيد تلك الدول إلا أن رأيها لم يمثل شيئاً في اجتماع جامعة الدول العربيه الذي انعقد في جمهورية مصر العربية ففي العاشر من اغسطس 1990 عقدت الجامعة قمة طارئة في القاهرة برئاسة الرئيس المصري الأسبق / محمد حسني مبارك – رحمه الله لمناقشة الوضع المستجد، ورغم رفض أعضائها الاحتلال العراقي للكويت، فقد تباينت مواقف دولها من التدخل العسكري الأجنبي لإخراج القوات العراقية من الكويت.
ففي حين أيدت هذا التدخل 12 دولة تصدرتها دول الخليج ومصر وسوريا والمغرب، رفضته مجموعة أخرى في مقدمتها الأردن وليبيا والجزائر والسودان واليمن وموريتانيا ومنظمة التحرير الفلسطينية. وفي الحادي عشر من أغسطس 1990 وصلت إلى السعودية قوات مصرية وسورية للمساهمة في حماية الأراضي السعودية من أي غزو عراقي.
بعد قرارات مجلس الامن وجامعة الدولة العربيه اكتسبت عاصفة الصحراء شرعيتها الدولية وانطلقت الدول المؤيدة الي الخليج العربي لردع الظلم والعدوان عن دولة الكويت.
وفي تلك الأثناء كان هناك الصامدون داخل الكويت واللذين رفضوا مغادرتها دفاعاً عن بيوتهم وأعراضهم وفداء لارض الوطن الغالي استشهد 1317 شهيداً فداء للوطن.
بطولات سجلها الصامدون ومقاومة لم تهدأ يوماً من اجل تحرير الوطن ، رحلات مكوكيه قادها أمير القلوب سمو الشيخ / جابر الأحمد الجابر الصباح وولي عهده سمو الشيخ / سعد العبد الله السالم الصباح رحمهما الله .
لم يغفل لهما جفن ولم يشعرا براحة يوما إلا علي ارض الكويت عندما عادا بعد التحرير ليقبلا ارض الكويت ويرفعوا رايتها الي أعنان السماء.
بعد بدأ خطوات التحرير لم تبخل دول من الدول المؤيدة لعاصفة الصحراء من الدول العربية بجهد او جند او مال فوضعت المملكة العربية السعودية جيشها وميزانيتها من اجل تحرير الكويت ، وارسلت مصر فرقتين من قواتها دفاعا عن شقيقتها التي كانت لها سنداً في كل الاوقات والأزمات ، وارسلت سوريا قوات الي الكويت ، ودعمت دول الخليج ” قطر – البحرين – الامارات ” بكل ما تملك اقتصادياً واعلامياً وكذلك باقي الدول العربيه الرافضه لهذا الغزو.
فكانت رحلة الردع للغزو الغاشم وإعادته الي بلاده مهزوماً منكسراً مدحوراً يجر اذيال الخيبه وحاملا فوق عاتقه عاراً لن يمحوه الزمان ، انه عار الغدر والخيانه.
التعليقات