بقلم : ولاء حافظ
كانت هزيله ضعيفه تخطي عمرها الستين عاما ولكن ملامحها تخبر الجميع انها تخطت السبعين عاماً.
عيناها تمتليء بخيبات الامل وندوب الزمن تمليء وجهها
سألتها ما الامر يا أمي؟
فاض الدمع من عيناها وقالت جئت اشكو جحود ابنائي
عندي من الابناء ثلاثة
الابن الاكبر في الاربعين من عمره ويعمل طبيب
والابن الاوسط يصغره بعامان ويعمل ايضا طبيب
اما اصغرهم هي ابنتي وعمرها خمسة وثلاثون عاما ولديها معمل تحاليل طبية
اتوسل اليهم بالسؤال عني ولكن دون جدوي
كان ابني الكبير في العاشره من عمره حينها تركت اباهم وتركتهم له وطلبت الطلاق ،
صمتت الام بضع دقائق وانا انظر اليها لكي تتحدث دون توتر
وبعد صمتها قالت لقد خفق قلبي بالحب تجاه شخص آخر فتركت كل شيء لإجله
سألتها هل كنتي تعاني من ابو ابناءك ؟هل اصابك منه ضرر ؟ قالت لا والله كان ونعم الزوج
ولكن القدر وضع امامي شيطان من شياطين الانس جعلني احبه واصبحت اسيرته وبدأت حينها رحلة عذابي
تنهدت تنهيده تكاد تحرق الغرفه ، وبدأت تحكي عن كم المعاناه التي عاشتها بعد الزواج منه تفاصيل كثيره
ولكن لم يكن عندها القدره علي تركه بعد ما تركت الجميع لإجله تحملت العيشه القاسيه خوفا من شماته الاهل والمقربين ظلت معه حتي توفي منذ خمسة اعوام تاركاً خلفه اصعب الذكريات
منذ تلك اللحظة احاول جاهده التقرب من ابنائي وخصوصا بعد ان توفي والدهم الذي عاش عمره في رعايتهم بكل تفاني.
صمتت مره أخري ثم قالت انا احتاج ابنائي ولكنهم يتجاهلوني بحجة انشغالهم بحياتهم احتاجهم يطمئنوا علي احتاج الحديث معهم
احتاج لوجودهم.
نظرت لها وسألتها اين شكواك يا أمي هي فقط دوائر الدنيا تدور تركتيهم وكانوا اشد احتياجاً اليكي ، والأن ابتعدوا عنكي وانتي تحتاجيهم
أنا اشعر بمعانتك وكم احتياجك لهم
ولكني ايضا اشعر بهم وهم صغار يحتاجون دفئك ورعايتك واهتمامك
من ثم انتهي الحديث
خرجت من هذه القصه بدرس عظيم.
* لاتفعل في أحد ما لا تريد أن يحدث لك لأنك إن نسيت فإن الله لا ينسي ، وإذا اذقت أحد ألم فتأكد إنك لا تموت حتي تذوق من نفس الكأس
التعليقات