بقلم : حسام الامام
مقولة قديمة نسمعها دوماً ( ولد ابن آدم باكياً وحوله الناس يضحكون ويموت ضاحكاً وحوله الناس يبكون ) فبين الميلاد والموت ذكري يحياها الانسان فإما أن تكون ذكراه عطرة محبوبه يسعد الجميع بسردها واستعادت تلك الذكريات الجميلة ، وإما أن تكون ذكري بغيضه تأسف الآذان لسماعها.
تلك السيرة سواء كانت عطره او سيئة يصنعها الإنسان خلال مسيرة يحياها مهما كانت طويلة فهي قصيرة جداً، فجميعنا اموات فوق تلك الارض نودع كل يوم عزيز علينا منتظرين أن نلحق به عندما تحين الساعة.
يمنحنا الله الفرص تباعاً من خلال آيات في بعض البشر أو ابتلاء منه ، فهناك من يتخذ من تلك العظه ويغير مجري الحياة ومن يحول المحنة الي منحة من الله وهناك من يستمر دون ان يتعظ، بين هذا وذاك تأتي فرصتنا الأخيرة وهي حسن الخاتمة فمن استطاع أن يقتنص تلك الفرصة فقد احبه الله لتبقي له السيرة العطره.
وحسن الخاتمة ليس فقط بالتقرب الي الله بل بالمصالحة مع النفس ونبذ الأحقاد والضغائن ، حسن الخاتمة تعني وضع نهايات سعيدة كالبدايات مع جميع من حولك حتي عند فراقهم والاختلاف معهم ، حسن الخاتمة أن تكون إنسان يتمتع بالنقاء الذي أخرجك الرحمن عليه حين ولدت ، فيوماً ما وبعد الرحيل ستأتي ذكراك فاجعلها عطرة تسر الآذان ولا تجعلها بغيضة يفر منها الجمع.
تلك الكلمات أعيشها الان فبعد ذهابي لتأدية واجب العزاء في المغفور لها باذن الله الحاجة امال وهي امي الثانية التي كنت ارتمي بين أحضانها في ازمات كثيرة ادركت معني عطر السيرة وأبكاني فراقها وجلسنا نتذكر ضحكاتها التي طالما أسعدتنا ونصائحها التي تربينا عليها أنا وأبناؤها، وفي نفس توقيت تلك الذكريات الجميلة مر بخاطري احداث لإحياء لم يتركوا وقتاً للحب والتسامح وساروا في الارض يزرعون الكذب والافتراء بعد مسيرة جميلة مع نفس الاشخاص فمن كان بالأمس صديقاً او حبيباً اصبح اليوم عدواً بل وصل الأمر الي الفجر في العداء الامر الذي نهانا عنه رسولنا الكريم صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم، فقد البشر ثقافة النهايات السعيدة وثقافة الاختلاف فباعوا ضمائرهم .
استقيموا فان الحياة قصيرة مهما طالت ” واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ” صدق الله العظيم.
التعليقات