التخطي إلى المحتوى

بقلم: سعود الشحومي
‏عندما كنت طالبا في جمهورية مصر في سنة 1996 كانت البداية بالنسبة لي جديدة
‏مر علينا شهر رمضان هناك

أعتقدت بأني سأفتقد أجواء رمضان التي أعتدت عليها سنوات طوال مابين أفراد أسرتي مابين فرحة رمضان وألم البعد هذا كان في بداية الأمر بداية القصة بداية الرحلة

بداية الجنون أم المجون المصري ؟؟
‏قبل رمضان أذكر في بضعة أيام نزلت إلى الشوارع رأيتها ممتلئة بالإنارة ممتلئة بالفوانيس بشكل جميل جدا حتى يخيل لك بأنك تحلم أو بأنك مغادر في رحلة جميلة رائعه أو هناك إحتفال بيوم وطني
‏حتى سألت وتأكدت بأنها فرحة الشعب المصري بقدوم شهر الصوم شهر الطاعة شهر البركة شهر العطاء ولكنه فعلا والله مختلف كما هي مصر مختلفة كما هو شعب مصر مختلف كما هو الرئيس عبدالفتاح السيسي مختلف

‏لم أصدق مارأيت بل أيضا وبدون مبالغه أعتقدت بأني قد تجرعت سحر من نوع معين جعلني أرى الدنيا بالمجمل مضيئة ؟
‏أي حكاية أي ليل أي جمال أي روح أي شعب يعشق الحياة هذا


أي شعب مؤمن بربه وبقدرته وبعظمته هذا ؟؟
‏أي شعب يستذكر ويستقبل شهر العبادة بهذا الشكل الرائع لايمكن والله ولا يوجد في المعمورة كما هو في مصر ؟؟
‏نزلت الأسواق إلى الشوارع البضائع تملأ المتاجر والزينة والفوانيس جبرا وقصرا وإيمانا ستتوقف عندها.

كنت فتى يافع لكنني في نفس الوقت أصبحت متيم ذهبت أشتري الفانوس الملون فرح به وكأنها أعظم هدية وكأنها الدنيا قد ملكتها هاهي بين أذرعي ؟؟
‏واشتريت آخر لوالدتي كنت أريد أن ترى جمال المحروسة كما أراها اليوم وللتو واللحظه ؟؟
‏هنا بدأت انتظر بداية إنطلاق شهر رمضان
‏أريد أن أعرف كيف أستغفر الله أقول في نفسي كيف إذا كانت قبلها في فترة إحتفال إذا خلاله ماذا سيحدث؟

‏تذكرت والدي رحمه الله وأنا جالس في أحضانه وأتابع معه بشغف فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وكيف يخرج على تلفزيون الدولة الرسمي قبل الإفطار يشرح بأسلوب ولا أسهل ولا أجمل تفسير القرآن الكريم حتى تم بعد وفاته إنقلاب برامجي وغزو الإخوان للبرامج الدينية الرمضانيه وبدأت معهم النكبه ؟؟
‏أول يوم في رمضان قد بدأ
‏رمضان كريم تسمع الكل يرد وراءك الله أكرم
‏الكل يبارك الكل يهنيك بابتسامه وفرح لاترى العبوس في محياهم وفي ملامحهم
‏شعب مصر متدين بالفطرة السليمة شعب مصر محب للعقيدة
‏وسبحان الله حتى الأخوه المسيحيون فرحين في رمضان كمية تآلف عجيبة لا أبالغ أن قلت بعضهم يصومه مع المسلمين كمية محبه وجمال ولا أروع ؟
‏اليوم الأول
‏خرجت للإفطار وجدت أغلب المطاعم مليانه الجميع فرح والكل يعزم عليك تفضل ؟؟
‏أكلت فطار ولا أروع ذهبت مع الشعب أصلي
‏ثم تجولت في شوارع المحروسه شخص صاحب لباس مميز يصيح عرق سوس جميل هذا الشراب وجميل التمر الهندي وجميل هو الكركديه الأسواني يا أسوان !!
‏ذهبت وجدت كل الفنادق فيها خيم رمضانيه جميله ؟؟
‏الكل يبارك أيضا

تسألهم عن أول يوم يقول لك خير وبركة
‏ذهبت إلى الحسين ياجمال الحسين
‏ويا روعة مسجد سيدنا الحسين رضي الله عنه ولاأروع من شوارع الحسين وأزقتها
‏المهلبية تطلب أم تحلي في أم علي ؟
‏سيأتيك جبرا وقهرا عازف العود سواء شأت أم أبيت سيعزف ؟؟
‏الكل فرح الكل يستمع إلى التواشيح الإسلاميه في الليالي المبروكة
‏رجعت إلى الشقة في المهندسين وأنا أدخن السيجارة بشراهة مابين شغف النيكوتين وجمال مارأيت أنتظر السحور
‏حتى سمعت صوتا يصرخ السحور يا صايم ؟
‏مع صوت الطبلة ؟
‏أنا أحلم أم هو فيلم التكية القديم سعد اليتيم وسيخرج لي فريد شوقي وأحمد زكي الأبن المفقود الله يرحم توفيق الدقن ويا جمال نجلاء فتحي !!!!
‏لا والله حقيقة
‏ أطل من البلكونة وإذا في شخص يصرخ السحور يا صايم ؟
‏منظر ومشهد يعيدك إلى زمن أبعد من ألف سنه جمال وروعة ؟
‏ثم تتسحر فول وطعمية وجبنه ورغيف عيش مصري تصلي على حبيبنا النبي وتصلي ركعتين وتنام تريد لأيام هذا الشهر العظيم أن لاتنتهي ؟
‏قرأت عن ماهية فوانيس رمضان فوجدتها ترجع إلى زمن الفاطميين
‏واستقبال المعز لدين الله الفاطمي بعد عودته من المغرب خرج أهل مصر ترحيبا له بالفوانيس
‏وروايه أخرى عن حفيد المعز لدين الله هو من طلبها لإضاءة ليالي رمضان
‏تخيلوا الجمال معي ؟
‏أنتهت هذه الليالي في عودتي إلى موطني وتركت خلفي جمهورية وسحر وعشق وجمال وروح وسعادة وفيض مشاعر و إيمان وسلاسة في الفهم وعمق في التدين لم أشهد مثيلا له
‏اليوم أنا سأطلب وأختم في بعض أمور
‏أولهما تذكرة درجة أولى على الخطوط الجوية المصرية في رمضان
‏ثانيهما أن أكون في الحسين
‏ثالثهما سماع ورأيت فوانيس رمضان
‏رابعها رأيت المطبلاتي
‏وأمنية
‏أن يجمعني مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حفظه الله أنا وهو فقط لاغير فطار ؟؟

‏أرأيتم مجنون عاشق نفسي
‏وكفى مجون وجنون يامصر

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *